جلست يوما بين يدي والدتي الحبيبة وكان الجو ماطرا فضرب الرعد ولمع البرق فقالت والدتي
عبارة لم اعرها اهتمامي يومها ,قالت:(عون حسك ياعلي) , وذهبت الايام والسنين وانتشر العلم
والثقافة والتلفاز وما الى ذلك وجلست بين يديها يوما اداعبها وأريتها خيطا بيدي على انه افعى
فأرتعبت وقالت:(عيسي وموسي وفاطمة بنت النبي) فأستوقفني هذا الدعاء الغريب وعدت ادراجي
في الزمن المنصرم وتذكرت عبارة(عون حسك ياعلي) وأطلعت على (أم الغيث عارية) وهي عبارة
عن صليب مغطى بالثياب لاستدعاء المطر فبدأت البحث والتقصى والاستنتاج عن اسباب التمسك بهذه
المعتقدات الراسخة . فالدعاء الاول لاحد فروع الشيعة حيث البرق لعة السيف والرعد صوت علي
بن ابي طالب رضي الله عنه عندما استشهد والدعاء الثاني , عيسي اي سيدنا عيسى عليه السلام للديانة
النصرانية , وموسي اي سيدنا موسى عليه السلام للديانة اليهودية , وفاطمة بنت النبي اي أم المؤمنين
رضي الله عنها حيث تعتقد ملة من الشيعة بأنها أولى بالخلافة .
انظروا فوالدتي تدعو بالنصرانية واليهودية واكثر من ملة شيعية وهي لاتدرك من ذلك شئ لجهلها
بالدين الاسلامي وتقصير العلماء المسلمين من ايصال العلوم الشرعية للمجتمعات البدوية المتنقلة ... في
هذه الحقبة الحرجة من التاريخ وخصوصا نهايات عصر الدولة العثمانية نشطت الحركات التبشيرية
والاستشراق والتشيع فوجدت في البادية والمجتمع البدوي الارض الخصبة لنشر الفكر العقائدي واستغلت
هذه الحركات حاجة الناس للمساعدة الغذائية والدوائية فأطمأنوا لهم الناس وأحبوهم فبدأت هذه الفرق
ببث سمومها وثقافتها في الجسد البدوي والعربي المحتاج اصلا للتنوير الثقافي والعقائدي مما رسخ
فينا هذه البدع التي مع الاقرار ببطلانها الااننا نواجه صعوبة في التخلص منها ...فارتكبنا الشرك
والكفر بالخطأ ودون علم أومعرفة بفداحة هذا الجرم من هنا لندعوا انفسنا واهلنا للاستغفار والصدقة
وانكار هذه الاشياء وطلب الرحمة من الله للذين ماتوا على هذه الافكار من اباءنا وامهاتنا اللهم يامالك
الملك ورافع السموات والارض ان اغفر لاباءنا وتجاوز عن اخطاءهم وجهلهم بما يغضبك وانت اعلم
بما في قلوبهم منا انك انت الغفور الرحيم